صفاقس: جُثث أكثر من 350 مهاجرا وصلت المستشفى منذ أفريل الماضي
تتواصل بشكل مستمر ومسترسل عملية دفن جثث ضحايا الهجرة غير النظامية من جنسيات دول جنوب الصحراء، وذلك بمقابر تعود بالنظر إلى بلديات صفاقس الكبرى، وفق ما أكّده المدير الجهوي للصحة بصفاقس، ورئيس خلية التصرف في جثث ضحايا الهجرة غير النظامية، حاتم الشريف، في تصريح لموزاييك.
وأشار حاتم الشريف إلى أنّه تمّ دفن ما يُقارب الـ 70 جثة نهاية الأسبوع الماضي، حيث تمّ أوّل أمس السبت دفن 22 جثة، وأمس الأحد 44 جثة، بما يرفع عدد الجثث التي تمّ دفنها بعد عيد الفطر إلى ما يزيد عن 200 جثة لمهاجرين من جنسيات دول جنوب الصحراء بعد الحصول على نتائج تحاليل الحمض النووي والأذون بالدفن.
وبتواصل وتيرة الدفن بنسق جيّد، فإنّ عدد الجثث المودعة بقسم التشريح بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس بدأ في الانخفاض لينزل إلى ما تحت المائتين حيث أصبح الآن يتجاوز قليلا 100 جثة، وهو لئن يعتبر رقما مرتفعا باعتبار أنّ طاقة الاستيعاب الأصلية لقسم الطب الشرعي بالمستشفى لا تتجاوز 35 جثة إلاّ أنّه أفضل من المدّة الفارطة لا سيما وأنّ الأرقام تشير إلى أنّه وصلت إلى قسم الطب الشرعي منذ أفريل الماضي ما يزيد عن 350 جثة.
ومباشرة بعد كلّ وصول نتائج الحمض النووي من المخبر المركزي بالعاصمة، يتم إعداد الجثث المعنية والإسراع بدفنها خاصّة وأنّه يتمّ في ذات الوقت وبشكل مسبق إعداد عدد كبير من القبور بمختلف مقابر بلديات صفاقس الكبرى.
وعلى صعيد آخر، انعقد أمس الأحد اجتماع لخلية التصرف في جثث ضحايا الهجرة غير النظامية بمقرّ الإدارة الجهوية للصحة بصفاقس أشرف عليه المدير الجهوي للصحة حاتم الشريف، بحضور المدير العام للمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة وممثلين عن الحرس الوطني والحرس البحري وعن الحماية المدنية وعن بلدية صفاقس الكبرى، إضافة إلى رئيس منطقة الأمن الوطني بصفاقس الجنوبية ومعتمدي صفاقس الكبرى، وتمّ خلال هذا الاجتماع متابعة وتقييم الوضعية الحالية وطرح مزيد الحلول العاجلة للتخفيف على غرار النظر في تركيز وحدة تبريد وتخزين للجثث وتجهيزها برفوف للترفيع في طاقة الاستيعاب إضافة إلى تكوين مجموعة متابعة عبر منظومة "الواتس اب" لتبادل المعلومات الحينية وتأمين التدخل السريع والفعال والنظر في تقديم مطالب الاذون بالدفن قبل حلول الرابعة مساء لتوفير ظروف أفضل للدفن والقيام بشكل دوري منتظم بعمليات تنظيف وتعقيم قسم التشريح لتجنب التعفنات والروائح الكريهة.
فتحي بوجناح